في بلدٍ تتسابق فيه الوجوه السياسية نحو الظهور والكراسي، يبرز اسم نور الدين سيدي عالي فرانسوا كحالة استثنائية، نادرة، وأصيلة.
رجل من الشعب، ظل متمسكًا بجذوره، منخرطًا في هموم الناس،يعيش بينهم ويعرف تفاصيل حياتهم اليومية أكثر مما يعرفها المسؤولون خلف مكاتبهم المكيفة.
رجل عرف الفقراء قبل أن تعرفهم الدولة
ليس غريبًا أن يُلقّب نور الدين سيدي عالي فرانسوا بأنه ابن الشعب البار، فهو لا يحتاج إلى تعريف في أوساط البسطاء.
جاب الأحياء الشعبية، مناطق الهامش، الحارات المنسية، حيث لا يصل صوت الدولة إلا نادرًا، وهناك وقف معهم، ساندهم، عايشهم، وكان لهم معينًا حين غاب المعين.
عرف ما يأكلون، ما يشربون، كيف يمرضون، وكيف يتألمون.
كان جزءًا من نسيجهم، لا يتحدث إليهم من علٍ، بل بلغتهم ولهجتهم، يفهمهم ويُفهمونه.
الفاعل الصامت في الحملات السياسية
في كل موسم انتخابي، كان نور الدين سيدي عالي فرانسوا حاضرًا بفعالية لا تُضاهى.
لا يطلب منصبًا، لا يرفع صوته للمطالبة بتكريم، لكنه يعمل أكثر من كثيرين ممن يُكرّمون.
خدم حزب الإنصاف بإخلاص، دعم مرشحيه، وتحمّل أعباء إقناع المواطنين بمشروعه السياسي.
لم يكن مجرد ناشط، بل مهندس ميداني للحشد والتواصل، وصانع تأثير حقيقي في مناطق لم تكن تُعبّر غالبًا.
السؤال المشروع: لماذا لم يُكرّم؟
إن أكثر ما يثير التساؤل في الشارع اليوم هو: كيف يُقصى أمثال نور الدين سيدي عالي فرانسوا من مواقع المسؤولية؟
ألا تستحق البلاد أن تعيّن رجالاً يعرفونها عن قرب، خدموها من القاعدة، لا من فوق؟
ألا يُعد تجاهله تضييعًا لطاقة نادرة يعرفها الناس قبل أن تعرفها السلطة؟
يبدو أن معيار التكريم في بعض الأحيان يميل إلى من يجيدون الظهور، لا من يجيدون الفعل.
وأن المكافأة لا تُمنح دومًا للأكفأ، بل للأقرب إلى دوائر النفوذ، وهو ما يُحزن الشارع، ويُقلل من الثقة في منطق التعيينات.
ما الذي يمكن أن يقدمه نور الدين سيدي عالي فرانسوا ؟
– مسؤول ميداني بامتياز، يعرف تضاريس الأحياء الشعبية.
– مثقف بسيط، يخاطب الناس بوعي وقرب.
– صاحب تجربة في العمل الاجتماعي والسياسي، بعيد عن الفساد والمحسوبية.
– عنوان للثقة لدى آلاف الفقراء الذين يفتقدون من يمثلهم بصدق.
نور الدين ليس بحاجة لمنصب، بل المنصب هو من يحتاجه
تكريم نور الدين سيدي علي، ليس فقط إنصافًا له، بل رسالة للمجتمع أن الصدق لا يُنسى، وأن من يخدم بإخلاص قد ينال مكانته يومًا.
إن البلد بحاجة لرجال يعرفون آلامه، لا فقط من يُتقنون الخطابات.
ولعلنا نرى في القادم من الأيام مسؤولين من طينة نور الدين سيدي عالي فرانسوا ، يمثلون الشعب فعلًا، لا وصفًا.