أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، مساء أمس الإثنين في نواكشوط، على افتتاح الندوة العلمية التي نظمتها اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، حول الإصدارات العلمية والثقافية للنسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث بشنقيط.
وتم خلال الندوة تقديم عدة محاضرات تناولت “شنقيط.. القوافل والمحافل”، “الشناقطة ودورهم الثقافي والاجتماعي في السودان”، “المذهب المالكي من القيروان إلى شنقيط”، “فصائل النخيل الشنقيطي”، و”خصائص وأسماء وتقنيات الزراعة”، إضافة إلى دواوين شعرية تناولت أمجاد شنقيط.
وقدم المؤلفون عروضا حول اصداراتهم الجديدة والطرق البحثية التي اتبعوها خلال التأليف.
وقال معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة، في كلمة له بالمناسبة، إن هذا الحفل أقيم للإعراب عن الامتنان لسدنة الحرف وحملة الثقافة في بلادنا على جهودهم الكبيرة التي صاحبت النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث بشنقيط.
وأضاف أن التحضيرات الأولية للمهرجان تمخض عنها إصدار 11 مؤلفا، وهو جهد يعود للمؤلفين الذين تعبوا كثيرا وبذلوا الغالي والنفيس من أجل تقديم كتب مؤصلة في المجال التراثي، مما أضفى على المهرجان قيمة ثقافية تجسدت في المخرجات الثقافية لهذه النسخة من المهرجان.
وشكر معالي الوزير المؤلفين الذين وفروا هذه المادة العلمية الرصينة في بعدها المعرفي وأصالتها وإبداعها من أجل مد المهرجان بما يشكل وهجا ثقافيا دائما لمدينة شنقيط.
ومن جانبه، أوضح رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، السيد محمد ولد سيدي عبدالله، أن المتابعين للمهرجان رصدوا القيمة العلمية لمخرجاته، فضلا عن حجم الموازنة التي رصدت للمحفظة التنموية، لكن ذلك لم يخف بروز الجانب العلمي في هذه النسخة التي لاقت اهتمام أسماء سخرت وقتها للبحث والتحقيق.
وأضاف أن شركاء البلاد في مجال التربية والثقافة أشادوا بالقيمة الثقافية لمهرجان مدائن التراث الذي مثل بالنسبة لهم وللمهتمين بالثقافة الحدث الثقافي الأبرز في القارة الإفريقية، مما جعل اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تعمل على تشجيع البحث والتأليف.
بدوره قال المكلف بمهمة بوزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، السيد يحيى ولد أحمدو، إن هذه الندوة الثقافية تأتي احتفاء بما حققته المكونة العلمية لمهرجان مدائن التراث الذي يشكل قمة ثقافية ونافذة تطل من خلالها على ماض عريق ومستقبل واعد.
وأشار إلى أن خطاب فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أضفى ميزة خاصة على هذه النسخة، حيث دعا فيه إلى هبة وطنية من أجل تجاوز رواسب الماضي لبناء مستقبل قائم على التآخي والإنصاف.
ومن جهته قال رئيس الاتحاد الموريتاني للنشر والتوزيع، السيد سلامي أحمد المكي، إن الاهتمام بالنشر والمعرفة صاحب الشناقطة منذ القدم، حيث تخصصت بعض الأسر في التأليف مما جعلهم من أوائل الذين بدأوا الكتابة والتأليف في شنقيط تجسيدا للاهتمام الذي ظل يسكن الشناقطة، كما تجلى ذلك في الاصدارات الأولى للكتب الموريتانية بعد الاستقلال.
وتضمنت فعاليات الندوة تكريم المؤلفين والمحاضرين على ما بذلوه من جهود في مجال إحياء التراث الوطني وإنعاش الساحة الثقافية بمؤلفات جديدة.
وحضر الندوة رئيس الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب والأمين العام لوزارة الثقافة وعدد من المهتمين بالمجال.