انسحبت بعثة الأمم المتحدة من معسكرها في مدينة كيدال الاستراتيجية في شمال مالي، وفق ما أفادت مصادر في البعثة اليوم الثلاثاء.
وقال مسؤول في البعثة في المكان لوكالة فرانس برس: “لقد غادرنا كيدال هذا الصباح (الثلاثاء)”، مشيرا الى أن الانسحاب يتم عن طريق البر.
وتنسحب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، بعدما طالب في يونيو الماضي، المجلس العسكري الحاكم منذ 2020 بانسحابها، معلنا “فشل” البعثة ومندد ا بـ”الاستغلال” المفترض لقضية حقوق الإنسان.
وكان من المقرر أن تنسحب البعثة التي يقدر عديدها بنحو 15 ألف جندي وشرطي قتل منهم أكثر من 180 عنصرا في هجمات، بحلول 31 ديسمبر،إلا أنها بدأت الانسحاب من معسكراتها اعتبارا من يوليو المنصرم.
وقالت قوات حفظ السلام، إنها اضطرت الى تدمير أو التخلي عن تجهيزات مثل العربات والذخيرة والمولدات الكهربائية التي لم تتمكن من نقلها معها، وفق قواعد الأمم المتحدة.
وتخضع كيدال لسيطرة الجماعات الانفصالية المسلحة التي يهيمن عليها الطوارق، واستأنفت هذه الجماعات التي سبق أن وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في 2014 و2015، عملياتها العسكرية ضد قوات الأخيرة مع الإعلان عن قرب انسحاب بعثة الأمم المتحدة.
وتعارض هذه الجماعات تسليم “مينوسما” معسكراتها الى القوات الحكومية.
من جهتها، كثفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة هجماتها على المواقع العسكرية.
وأرجعت “مينوسما” تسريعها وتيرة انسحابها إلى التصعيد العسكري الذي يهدد عناصرها، متهمة السلطات بتعقيد عملية خروجها من خلال عرقلة تحركاتها.