دقة الأخبار
آراء ومقالات الأخبار

شكرا كورونا ما أعدلك ! / السيد ولد صمب انجاي

وباء كورونا المستجد؛ الذي سوى بين الغني والفقير ؛ القوي والضعيف ؛ السياسي والمواطن العادي ؛ سوى بين الظالم والمظلوم ؛ بين الأديان والاثنيات والألوان ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك ! .

لقد باتت البشرية برمتها فى خندق واحد ؛ تواجه فايروسا عابرا للحدود والقارات ؛ يخافه صناديد حكام العالم ؛ لا تقتله الصواريخ ولا مقاتلات الطائرات ؛ أرعب العالم بأسره ؛ وأخاف الكبير قبل الصغير ؛ والكافر قبل المسلم ؛ دمر اقتصادات العالم ؛ وحطم امبراطوريات كانت تطاول عنان السماء ؛ ليتراءى للكل مدى هساشة هذه البناءات التى يختبئ بفنائها الإنسان ؛ حيث ظهر الكل على حقيقته التافهة والضعيفة ؛ والمتهاوية أمام فايروس لا يعرف غير الفتك والتنكيل ؛ بعدما كانت البشرية فى مأمن من قدر لم يكن ليحيق بها ؛ إلا بعد أن تجبرت وتكبرت وعتت وطغت عن أمر ربها ؛ فكان حقا على الله أن يعيدها إلى وضعها الحقيقي ؛ وهو ما أخبرنا عنه رسوله الكريم بقوله : ( حق على آلله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) ؛ وهكذا فهذا الوباء استجابة للنداء الرباني ؛ لما طغا وسطا الحكام على شعوبهم بتجويعهم وترويعهم وتركيعهم ؛ لتتدخل العناية الإلهية وتستجيب لأناة وآهاة المظلومين والجوعى والمرضى ؛ آناء الليل وأطراف النهار ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك  ! .

وبناء على ما قلناه ؛ فالكورونا ماهو إلا إعادة لترتيب الأشياء فى هذا العالم؛ وتعريتها ؛ لتظهر على حقيقتها ؛ بعد أن شابها التمويه واللاتمايز ؛ فزمن الكورونا زمن إعادة التأسيس والتفكير ؛ بل والإنصاف؛ إنه زمن التأمل والوقوف لقراءة الحياة من زوايا متباينة ؛ بدل أن كنا نقرأها من زاوية واحدة تتحكم فيها القوى العظمى ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك ! .

لقد توحد العالم؛ بعد أن كان مقسما بين قوى الشر وقوى الخير ؛ بين التقدميين والرجعيين ؛ بين اليسار واليمين ؛ بين أقلية جشعة تكدس المال ؛ وأكثرية مفقرة بلا مأوى ؛ بين من يموت على قارعة أبواب المستشفيات والمستوصفات ؛ وبين آخرين يصرفون الأموال الطائلة فى مساحيق التجميل والماكياج وشراء آخر صيحات السيارات الفارهة ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك ! .

هكذا تساوى الكل ؛ أهل القصور والقبور ” الأكواخ ” ؛ ويحجز الكل فى غرفة واحدة ؛ لاسؤال فيه اليوم عن الغني ولا الفقير ؛ لا سؤال فيه عن النسب والحسب  ؛ ولا عن اللون ونوعية الشريحة ؛ إن البشرية اليوم كأسنان المشط ؛ إنه فايروس يخفي وراءه بعثا مصغرا للإنسانية  ” القيامة ” ؛ ليذكر الكائن البشري بإنسانيته المفقودة ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك ! .

عسى الكل أن يخرج من هذه المحنة والابتلاء ؛ مختلفا عما كان عليه ماقبل وباء كورونا ؛ متسلحا بروح أنقى وحب للانسانية أسمى؛ وحينها يمكن أن نرسم معالم نظام عالمي جديد ؛ أكثر إنصافا وعدلا وإنسانية؛ بل وروحانية ” spritualisme ” وزهدا ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك ! .

فهلا استوعب العالم الدروس والعبر من جائحة وباء كورونا ؛ وهل تغيرت نظرتنا لبعضنا البعض على أننا سواسية ؛ على أننا من طينة أب وأم واحدة ؛ على أننا محكوم علينا أزليا بالعيش معا ؛ وعندما يتألم أحدنا حتما يتألم معه الآخرون ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك  ! .

لا ريب ولا شك أن البشرية استوعبت الدرس والعبرة من الكورونا ؛ الذي أوصد دور العبادة بالجوامع والمساجد ؛ وأوقف التدريس فى المدارس والجامعات والمعاهد والكليات؛ كما أوقف نمو إقتصاد العالم ؛ فشكرا كورونا ما أعدلك  ! .

لقد عرفنا ومنذ الآن قيمة النعم التى نملكها ؛ أو كدنا من خلال هذا الوباء اللامرئي ؛ وتيقنا بأن آلله هو القادر على دفعه عنا ؛ حيث قال جل من قائل  : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) . فيجب أن نؤوب ونحور إلى ربنا ونعيد ترتيب علاقتنا معه ؛ والذي لا يعجزه شيء ولا يعارضه أحد فشكرا كورونا ما أعدلك  ! .

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد 

  حفظ آلله البلاد والعباد من فايروس لايرى وآخر يرى .

روابط ذات صلة

إصابة ١٥ من قوات الأمم المتحدة في مالي بهجوم نفذته سيارة مفخخةة

ahmedou bewbe

ولد هميد يحتج على وضع اسمه ضمن المطالبين بمأمورية ثانية

abdellahi ahmedsalem

التكتل يعزي في وفاة موريتانيين بمالي

ahmedou bewbe