برحيل السيد الفاضل بديدي و لد سيدي رحمه الله تعالى فقد عالم التجارة في نواكشوط وجها بارزا ظل على مدي ثلاثة عقود من الزمن رمزا للاستقامة في ميدان صارت فيه عملة نادرة بفعل اقتحامه من طرف طبقات المغامرين الذين أفسدوا سمعة أشرف مهنة في الوجود و أكثرها بركة ..
اجل ان البركة التي يستحي الله ان ينزعها من مكان وضعها فيه هي التي صاحبت حياة ذلك التاجر المتواضع من يوم فتح أمام أعين أهل الحي المحاصر حينها بالرمال في بداية التسعينات بقالة تسمت ببناه بلاه و هو أطلقه عليها بعض الزبائن من فئة النصارى للتميز مع بقالة بانه بليه التي أطلقوها من قبل على دكان عبد الله الواقع قرب الكنيسة ..و ذلك لما روا احد عمال البقالة الجديدة يرتدي علي الدوام لثاما ابيضا فصار في عرفهم دكان البانا الأبيض لتميزه مع دكان البانا الأزرق…
تميز صاحب ذلك المحل الذي كير في قلوب أهل الحي قبل أن يكبر في أعينهم بأخلاق رفيعة ردت لمهنة التجارة اخلاقياتها و شهد له الجميع ممن عرفوه و تعاملوا معه و صاحب هذه الحروف على ذلك من الشاهدين بحسن المعاملة و الصدق و التواضع الى حد نكران الذات …
و مع الزمن صارت البقالة معلمة من معالم نواكشوط و تعودت أجيال من أبناء الحي على ذلك التاجر العابد الناسك الذاكر الله كثيرا في كل الاوقات و الذي يمحص وقته بالصلوات في المسجد المجاور ..
يقول أوائل التجار الذين مارسوا التجارة بالاستقامة التي هي شرط نزول بركتها أن من فتح دكانا ثم استقام لمدة سنة سيأتيه لا محالة عند رأس الموالية خاطر اسمه الربح ..
لقد ظل الفقيد رحمه الله كما عرفناه و لا نزكي على الله أحدا مستقيما في تجارته الرابحة و زاد على ذلك بأنه لم يغفل عن نفسه فكان مثالا حيا للعبد الصالح الورع المنشغل بشؤونه عن الناس و لذلك نحتسبه عند الله من الذين
لا خوف عليهم و لاهم يحزنون..
نسال الله له الرحمة والغفران وجنة الرضوان و للاهل الكرام عظم الله اجرهم الصبر والسلوان .
خالص التعازي و انا لله وانا اليه راجعون
..