في وقت تحتاج فيه موريتانيا إلى كفاءات وطنية مخلصة ومجربة تبرز أسماء نسائية استطاعت أن تثبت جدارتها في مناصب المسؤولية وتقدم نموذجًا يحتذى به في النزاهة والتفاني والالتزام الوطني.
ومن بين هذه الشخصيات تبرز الوزيرة السابقة مريم بلال السالك المهندس التي تركت بصمة واضحة في مجال الشؤون الاجتماعية والعمل الإنساني.
لقد كانت فترة توليها وزارة الشؤون الاجتماعية مثالًا للعمل الجاد والمنهجي حيث استطاعت أن تفتح ملفات طال إهمالها ودفعت باتجاه حلول ملموسة للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع من ذوي الإعاقة والأطفال والنساء المعيلات وكبار السن.
كما عُرف عنها التواصل المباشر مع المواطنين والنزول إلى الميدان ومتابعة البرامج الحكومية بنفسها بعيدًا عن المظاهر الشكلية أو الخطابات الرنانة.
اليوم ومع تجدد الأمل في إصلاح مؤسسات الدولة ودفع عجلة التنمية فإن عودة أمثال مريم بلال إلى الواجهة باتت ضرورة وطنية.
فالوطن لا يحتاج فقط إلى الوجوه الجديدة بل يحتاج أيضًا إلى أصحاب التجربة والنزاهة والرؤية المتبصرة القادرين على الربط بين التغيير والاستمرارية بين الخبرة والتجديد.
إننا كمواطنين ومهتمين بالشأن العام نرفع صوتنا مطالبين بإنصاف هذه الكفاءة الوطنية وإعادة الاستفادة منها في مواقع المسؤولية سواء في الحكومة أو في مؤسسات الدولة الأخرى.
فالولاء للوطن والنزاهة في الأداء والقدرة على الإنجاز هي المعايير التي يجب أن تحكم التعيينات لا الولاءات الضيقة أو الحسابات السياسية العابرة.

