يُذكّرنا الكاتب الشاب عيسى أمادو كوليبالي في كتابه الجديد «العنصرية ضعف عقلي» بأنّ الإنسان لا يُقاس بمظهره أو بانتمائه بل بغنى روحه ونُبل أفعاله وعظمة أعماله.
في هذا العمل العميق، يمزج كوليبالي بين التحليل التاريخي والفكر الإنساني، ليقدّم للقارئ دعوة صادقة للتأمل في معنى الإنسانية والكرامة المشتركة بين البشر.
من خلال أمثلة تاريخية ورؤى تحليلية ورسائل أمل، يُفكّك الكاتب الأحكام المسبقة، ويكشف عن العواقب المدمّرة للعنصرية، داعيًا إلى بناء عالمٍ يتأسس على الوحدة والأخوّة.
وبعد عرضه على الجمعية الوطنية، جاء دور الفنانين الموريتانيين للتفاعل مع هذا العمل الذي تصدّر منذ صدوره في 5 سبتمبر 2025 قوائم القراءة والطلب في المكتبات الوطنية، لما يحمله من قيمة فكرية وإنسانية نادرة.
يرى كثير من المهتمين بالشأن الثقافي أن هذا الكتاب يستحق أن يكون مرجعًا لكل فنان ومثقف إذ يُحلّل بدقةٍ الترابط بين أفراد المجتمع الفني ويسلّط الضوء على شخصياته الرئيسية مؤكدًا أن ثراء العمل الفني غالبًا ما يكمن في التعاون والتنوع الإبداعي بين الفنانين.
يتناول كوليبالي في فصول كتابه قضايا نبذ الكراهية والتغلّب على الجهل، وبناء عالم يعترف فيه بكرامة كل إنسان.
فالعنوان ليس مجرد عبارة صادمة بل حقيقة عالمية ينبغي لكل فرد أن يتأملها ويجسّدها في حياته اليومية سواء في مجال الفن أو في أي ميدان آخر.
يقول الكاتب بوضوح إن قبول الآخر مهما كان لونه أو أصله هو خيار للذكاء والسلام والمستقبل.
ويؤكد أن فهم الأسباب التاريخية والاجتماعية للعنصرية يُعدّ خطوة أساسية في بناء وعي مجتمعي جديد يُمهّد لتنشئة جيلٍ قادر على مواجهة التمييز في المدرسة والمجتمع على السواء.
في النهاية يقدم كوليبالي عملًا فكريًا متكاملًا يجمع بين الفكر الإنساني العميق والبعد التربوي والاجتماعي ويضع نصب عينيه هدفًا ساميًا: أنسنة الإنسان وتحرير الوعي من كل أشكال التمييز.