في ظل واقع سياسي مضطرب وأزمة ثقة تعيشها معظم المجتمعات تجاه الطبقة السياسية يبقى بعض الشخصيات نادرة الظهور التي تمثل روح الوطنية الصادقة، وتُجسد معنى السياسة الأخلاقية التي تتقاطع مع هموم المواطن اليومي.
ومن بين هؤلاء، يبرز اسم خطري ولد أجه كأحد القامات الوطنية التي صنعت لنفسها مكانةً بعملها لا بشعاراتها وبقربها من الناس لا بتسويقها الإعلامي
ولد خطري ولد أجه ونشأ في بيئة موريتانية أصيلة تشبّع فيها بقيم الدين والتقاليد الراسخة فحمل في قلبه منذ نعومة أظفاره حب الأرض والناس واعتنق مبدأ العطاء دون انتظار مقابل.
لم يكن طموحه متعلّقًا بالمناصب أو الوجاهة بل ركز جهده على خدمة المجتمع ومساعدة الفقراء ومساندة المظلومين في صمت ودون بهرج
على عكس كثير من السياسيين الذين يعتبرون العمل العام بوابةً للمصالح، يرى خطري السياسة وسيلة للإصلاح ومنصةً لتمكين البسطاء وإعلاء صوت المهمشين. لذلك عُرف بمواقفه المتوازنة وابتعاده عن التشنج والخطاب الاستفزازي مؤمنًا أن ما يجمع الموريتانيين أكثر مما يفرقهم وأن الوطن فوق الحسابات الضيقة.
في كل محطة وطنية كان خطري حاضرًا صوته هادئ لكن مواقفه قوية، لا يركب الموجة، ولا يُجامل على حساب المبادئ.
هذا ما جعله يحظى باحترام الجميع، حتى من خصومه السياسيين.
واحدة من أبرز سماته التي جعلته محببًا لدى الناس هو تفانيه في العمل الخيري. لا يمر أسبوع دون أن يسمع أحد عن مبادرة دعم أسرة محتاجة أو علاج مريض عاجز، أو تسهيل تعليم طفل من أسرة فقيرة
وكل ذلك يتم بعيدًا عن الأضواء، إيمانًا منه أن الخير لا يحتاج إلى إعلان.
فهو لا يرى الفقراء مجرد أرقام أو أدوات انتخابية بل إخوة في الإنسانية، وسند للوطن لا يجب تجاهلهم أو تهميشهم.
القدوة التي نحتاجفي زمن يُغلب فيه الخطاب السياسي على المصلحة الذاتية والتخندق الأيديولوجي على الحوار الوطني يبقى خطري ولد أجه مثالًا للسياسي المتزن الذي يحمل همّ الوطن أولاً ويؤمن أن العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية هما أساس بقاء الدولة وتماسك المجتمع.
إن موريتانيا، وهي تخوض تحديات متعددة في حاجة إلى شخصيات مثله: نزيهة صادقة صبورة، ومتمسكة بجذورها وقيمها قادرة على صنع الفرق بهدوء دون ضجيج أو صراع.الخلاصة*خطري ولد أجه ليس مجرد سياسي بل مدرسة في الهدوء السياسي والرؤية الوطنية، والصدق الإنساني.
إنه نموذج يُحتذى في زمن تعب فيه الناس من الخطابات الجوفاء واشتاقوا إلى الأفعال الصادقة.
قد لا يتصدر العناوين يوميًا لكن أثره واضح في قلوب الناس وهذا هو الانتصار الحقيقي لأي قائد.