نظم المركز الوطني للتبرع بالدم، بدعم من منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس في نواكشوط، ندوة علمية للدعوة إلى زيادة الوعي بأهمية نقل الدم، باعتباره يشكل مادة حيوية وضرورية في مجال الصحة وسلامة الأشخاص.
وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على واقع التبرع بالدم ونقله، وتدارس كل المستجدات المتعلقة بالموضوع سبيلا إلى زيادة الوعي الجمعوي للتبرع بالدم.
وأوضحت معالي وزيرة الصحة، السيدة الناها حمدي مكناس، لدى إشرافها على افتتاح أعمال الندوة، أن هذه الندوة تأتي لتبادل وجهات النظر في موضوع نقل الدم، وهو موضوع بالغ الأهمية له امتدادات تتصل بصيانة أرواح المواطنين ويحظى باهتمام كبير من السلطات العليا، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأضافت أن توفر الدم ومشتقاته في جميع أنحاء التراب الوطني، بالكميات المطلوبة وفي كل الأوقات، يعد أمرا لا غنى عنه للنظام الصحي حتى يتسنى بلوغ التغطية الصحية الشاملة وبما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة العامة، مضيفة أن أي عجز في الدم ومشتقاته على مستوى هياكل الرعاية الصحية يؤدي إلى تأثير كارثي من حيث زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، ولا سيما بين النساء والأطفال الذين يشكلون فئات سكانية معرضة أكثر من غيرها لهذا الخطر وكذلك بين ضحايا حوادث الطرق والمرضى الذين يعانون من نزيف حاد أو من أمراض الدم المزمنة.
وبينت أنه في نفس السياق، فإن الخطة الوطنية للتنمية الصحية 2022-2030 -من خلال برنامج الأولويات الذي تبنته بعنوان “تسريع تقليص عدد وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة والرضع الأحداث”-تُظهر بوضوح مدى الاهتمام الخاص الذي توليه وزارة الصحة لهذه الإشكالية ودور عملية تعزيز نقل الدم في مقاربة التصدي لهذه الإشكالية.
ولفتت إلى أنه في إطار الإجراءات ذات الأولوية في الخطة الوطنية للتنمية الصحية 2022-2030، وتماشيا مع أهداف التنمية المستدامة 2030، تطلق وزارة الصحة برنامجا واسعا لتعزيز المنظومة الوطنية لنقل الدم سبق أن قدمت الوزارة بشأنه بيانا إلى مجلس الوزراء في 18 أكتوبر 2023. وتتمثل الأهداف الرئيسية للبرنامج في، إقامة مركز وطني جديد لنقل الدم بنواكشوط، وإنشاء مراكز جهوية لنقل الدم مزودة بما يكفي من التجهيزات والموارد البشرية لجعلها قادرة على ضمان إمداد مستمر بمنتجات الدم الآمنة في مناطق تغطيتها، وهيكلة مراكز نقل الدم ضمن شبكة وطنية لنقل الدم، ومراجعة الإطار القانوني والمؤسسي لنقل الدم بما يكفل الرفع من الأداء إلى أعلى المستويات.
وقالت إن هذا البرنامج يتطلع إلى دعم ومشاركة الجميع، خاصة الجهات الفاعلة المعنية بتحسين صحة الأمهات والمواليد والأطفال الرضع والجهات الناشطة في مجال مكافحة الأمراض، إضافة إلى تقليص عدد الوفيات، داعية كل الشركاء إلى دعم البرنامج.
من جهتها قالت مديرة المركز الوطني لنقل الدم السيدة خديجة با، إن التوفر الدائم للدم أمر ضروري للنظام الصحي، إذ يشكل عنصرا لا غنى عنه للتغطية الصحية العالمية ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة العمومية.
وأضافت ان نقص الغذاء والدم للأشخاص يؤدي إلى تأثير مميت من حيث زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، خاصة عند النساء والأطفال الذين يشكلون السكان الأكثر ضعفا، كضحايا حوادث السير أو المرضى الذين يعانون من نزيف دموي أو أمراض مزمنة.
وأشارت إلى أن إنشاء المراكز الإقليمية لنقل الدم مجهزة ومزودة بموارد بشرية مؤهلة تسمح بضمان الموافقة المنتظمة على هياكل الصحة، ومناطق التزويد المناسبة لمواد الدم ذات السلامة.
وبدورها أوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية بموريتانيا. السيدة شارلوت أفاتي أنجاي أن هذه تأتي لدعم قضية تعزيز عملية نقل الدم، مشيرة إلى ان عملية نقل الدم هي أداة أساسية لنظام الصحة في موريتانيا.
وقالت إنه لضمان جودة التبرعات المقدمة للمرضى، من المهم أن يتم تعزيز النظام الوطني لنقل الدم من خلال شروط التنظيم والكادر التنظيمي والموارد المادية والبشرية والمالية الضرورية الكافية.
ودعت كل المؤثرين في المجتمع من علماء دينيين، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، وكل الإعلاميين إلى المساهمة الجادة في خلق وعي بضرورة التبرع.
وأكدت أن منظمة الصحة العالمية، تعمل بشكل حازم على دعم موريتانيا عبر توفير التوجيهات وتقديم المساعدة لضمان توفير منتجات الدم المضمونة والعمل على الاكتفاء الذاتي بفضل تبرعات المتطوعين.
حضر افتتاح الندوة، المكلف بمهمة بوزارة الصحة، وعدد من المديرين الجهويين والمركزيين، وعدد من أطر وزارة الصحة، وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية بموريتانيا.