تحل اليوم الذكري الثانية لرحيل مفكر الصحراء و أستاذها الملهم المرحوم محمد يحظيه ولد ابريدالليل، ذلك الرجل الذي جمعتني به أبوة “العراب”وصداقة الأطفال ، التي تنطوي على أسرار لا يعرفها الكبار ،ففي حضرة الأستاذ تذوب الفوارق وتتفتق الاذهان.
يحدثك عن “آثينا”وكأنها “آوكار”، يحدثك عن “سقراط”وكأنه “ديلول” يتكلم عن “نابليون”وكأنه يتكلم عن “هنون”.
كان يتحدث عن ثلاثية البيان و العرفان والبرهان كان يتكلم عن الحراك الفكري والصوفي في بغداد بزهو كبير
و كان يختزل الصوفية في الشيخ سيدي الكبير والشيخ ماء العينين.
كان مولعا بالصحراء وسكانها .. مولعا بحكمة البدو التي اعتمدوا في تسيير المجتمع و سذاجتهم لعدم تفكيرهم في بناء دولة ؛
لذلك أطلق محمد يحظيه مصطلح “الحكمة الساذجة” وصار مسكونا بسؤال من شطرين : من نحن ؟ وإلى أين نسير؟.
لم يطرح ولد ابريدالليل هذا السؤال من فراغ، بل كان نتاج كثافة فكرية يتميز صاحبها بدرجة من العصف الذهني عز نظيرها وكانت عميقة حد البداهة وكان يربطها بأمرين : ترسيخ الهوية و تغيير نمط الحياة عند البيظان .
أستاذي العزيز الحياة ما زالت مستمرة والشمس تشرق والأيام تتوالي والزمن لم يتوقف بعد ونحن ما زلنا هنا والهوية لم تترسخ ونمط العيش لم يتغير وما زلنا سائرين .
علمتنا كيف يعيش الكبار في صمت وكيف يهزمون الموت بأفكارهم ،فسلام عليك يوم ولدت..وسلام عليك يوم مت..وسلام عليك يوم تبعث حيا.
داوود ولد أحمد عيشه
رئيس حزب نداء الوطن