اختتم ليل البارحة في قصر المؤتمرات في نواكشوط أعمال المؤتمر الرابع العادي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، الذي انطلق أيام 23-24-25 دجمبر 2022.
وحذر الحزب في بيانه الختامي من مخاطر الفساد وممارساته التي تهد الدول وتعرقل التنمية وتتسبب في تبديد الخيرات والأموال.
ودعا البيان إلى أن تجري الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية في أحسن الأجواء السياسية حوارا وتفاهما، وفي أتم شروط الشفافية، حيادا للدولة وأجهزتها وإمكاناتها، وضمانا للفرص المتكافئة للجميع، والتزاما بالتنظيم الجيد والإشراف النزيه. حسب البيان.
كما جدد الحزب في بيانه تمسكه بمرجعية الحزب الحزب “الضابطة لتوجهاته، والحاكمة على مواقفه ومسلكياته، والمؤسسة لبرامجه واختياراته”.
وفيما يلي نص البيان الختامي للحزب:
بسم الله الرحمن الرحيم
التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”
المؤتمر الرابع ٢٣-٢٤-٢٥/ ١٢ / ٢٠٢٢
التأم في قصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط المؤتمر الرابع العادي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” أيام 23-24-25 دجمبر 2022 م بمشاركة المناديب الذين بلغ عددهم : 795، وبحضور وفود من خمس دول هي السنغال والجزائر والمغرب وتونس وفلسطين، وقد قوم المؤتمرون أداء الحزب في المرحلة الماضية، وشخصوا واقعه في المرحلة الحالية، واستشرفوا آفاقه في المرحلة القادمة.
والمؤتمرون وهم يختتمون أعمال مؤتمرهم حامدين الله عز وجل حمد الشاكرين، ومقرين بنقص المقصرين، وآملين أمل المستغفرين، يجددون توكلهم على الله سبحانه وتعالى، ودعاءهم له أن يوفق ويسدد ويحفظ .
يشكرون السلطات الإدارية ، على تعاونها وعلى مختلف التسهيلات المقدمة منها كما يشكرون إدارة قصر المؤتمرات وعماله .
ويقرون الخلاصات والتوصيات التالية:
1 – يجددون تمسكهم بمرجعية الحزب الإسلامية، الضابطة لتوجهاته، والحاكمة على مواقفه ومسلكياته، والمؤسسة لبرامجه واختياراته، فانتهاج سبيل الحق أصل لامحيد عنه ولاتبديل فيه:
“وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”
2 – يجددون انتسابهم الوطني، فحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية حزب موريتاني، ولاؤه للبلاد، وعلى مصالحها يحرص، ومن أجل مستقبلها يعمل ويجتهد، لايقبل مساسا بها، ولاتهديدا لها، بقوانينها يلتزم ولوحدتها ووحدة مختلف مكوناتها على قواعد العدل والإنصاف والمساواة يسعى ويعض بالنواجذ.
3 – يؤكدون التزامهم بالخيار الشوري الديمقراطي، يطبقونه في مواعيدهم ومؤسساتهم الحزبية، ويدعون لتعزيزه وتوسيعه في البلاد حتى نتجاوز الديمقراطية التحكمية نحو تعددية حقيقية وانتخابات شفافة وحرة ونزيهة وتداول مضمون على السلطة والقرار.
ويعتقدون أن الديمقراطية توفر الأجواء المناسبة للحكامة الرشيدة وللرقابة والمحاسبة الضامنتين لها.
4 – يحذرون من مخاطر الفساد وممارساته التي تهد الدول وتعرقل التنمية وتتسبب في تبديد الخيرات والأموال.
إن محاربة الفساد هي المدخل الطبيعي واللازم للإصلاح، ولا أمل في نهضة أوتقدم مادام المفسدون في مواقع التسيير والتدبير، ومادامت ممارسات الفساد تنتشر في عديد القطاعات والمؤسسات.
5 – يدعون إلى أن تجري الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية في أحسن الأجواء السياسية حوارا وتفاهما، وفي أتم شروط الشفافية، حيادا للدولة وأجهزتها وإمكاناتها، وضمانا للفرص المتكافئة للجميع، والتزاما بالتنظيم الجيد والإشراف النزيه.
6 – يلحون على ضرورة التجاوب مع مطالب المواطنين ومظالمهم، منددين بالارتفاع الصارخ للأسعار الذي لم تسلم منه مادة ضرورية أودون ذلك، والتراجع الملحوظ في الخدمات، والترهل المستمر في الإدارة والمسؤوليات العامة.
إن الإصلاح لايكون بالوعود المتكررة، ولايتحقق بإطلاق المشاريع المتعثرة، ولابالمخصصات المبددة، إنما يكون بحسن التخطيط، وترشيد التسيير، وسرعة الإنجاز، والمواكبة بالرقابة والمحاسبة.
7 – ينشغلون بالتطورات في المنطقة ومن حولنا، ويدعون إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية بالحوار والتوافق بين مختلف الأطراف، مؤكدين على التزامهم بالحياد الذي يجعل بلادنا معينا على الحل، لا جزء من المشكل، ويرجون من أهلنا في مالي حل مشاكل بلدهم على قاعدة العدل وإنصاف مختلف المكونات بعيدا عن جماعات العنف وتيارات العنصرية، وبأسلوب الحوار والتفاهم قطعا للطريق أمام التدخلات الأجنبية المغرضة.
ويدعون إلى تعزيز كل أشكال التكامل الإقليمي على قاعدتي الديمقراطية والمصالح المشتركة.
8 – يجددون موقفهم الثابت الداعم للقضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين التي بها يقاس حال الأمة صعودا أوهبوطا، ويؤكدون في هذا الصدد إدانتهم لكل أشكال التطبيع على المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية، ويدعمون دون تردد ولاوجل الأهل في فلسطين وفي القلب منهم قوى المقاومة والتحرير، ويدعون الله لها بالنصر على الكيان الصهيوني الغاصب وداعميه ومشجعيه.
9 – يحمدون الله على نجاح المؤتمر الرابع لحزبهم، ويشكرون القيادة السابقة للحزب واللجنة التحضيرية للمؤتمر وجموع النساء والشباب الذين أسهموا في إنجاح هذا الموعد المؤسسي المميز، ويدعون الله للقيادة الجديدة رئيسا ومجلسا بالتوفيق والتسديد والنجاح، ويؤكدون لمختلف مناضلي الحزب وأقسامه وهياكله أن الأولوية الآن هي الانخراط الفوري في تحضير فعال لاينقطع للإنتخابات القادمة حتى ترتفع نخلة تواصل عالية في برلمان وجهات وبلديات موريتانيا تساقط رطبا وخيرا عميما على الوطن والمواطنين.
لقد أبحرت سفينتنا أيها الأحبة، فلنواصل المسير التزاما بالإسلام . وخدمة للوطن وتجويدا لعمل الحزب وأدائه
“وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”