توفي اليوم الرئيس الأول لدولة زامبيا?? ذو الشخصية الجذابة، الدكتور “كينيث كاوندا”، عن عمرٍ يناهز 97 عامًا.
قضى “كاوندا” سنين يكافح الاستعمار والاستيطان البريطاني من الأقليّة البيضاء الأوروبيين ل “روديسيا الشمالية” حتى عام 1964م حين نال البلد الواقع جنوب القارة الأفريقية على استقلاله، واستبدل الاسم الاستعماري للدولة” روديسيا الشمالية” باسم أفريقي “زامبيا”.
عدّ المؤرخون الراحل ” كاوندا” من بين النجوم الأفريقية الفريدين من أصنافهم، الذين قادوا نضالاً تحررياً كاملاً لدولهم، وهم ثلاثة من جنوب القارة الأفريقية: سامورا ماشيل، رئيس موزمبيق ?? (1975-1986)المقتول غدراً في حادث طائرة. وجوليوس نيريري (1964-1985) أب الاستقلال لدولة تنزانيا??، والراحل، الأب الروحي لزامبيا، (كينيث كاوندا)، ثالث ثلاثة.
كان إصلاحات “كاوندا” أكثر عمقاً من أقرانه، حيث صنع أمة جديدة من العدم، وبنى هوية جديدة لبلده، بعدما حاول المستوطنون طمس هويات السكّان الأصليين، ونجح في جعل زامبيا متماسكة بنجاح.
يُشاد بالراحل ” كاوندا” لأمورٍ عديدة منها:
- بعد أنْ حررّ دولته من قبضة الكولونيالية البريطانية، وقف بصمود إلى جانب حركة نيلسون مانديلا(ANC)، وقاوم معهم نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا?? حتى استقل.
- هو من الآباء المؤسسين لمنظمة عموم أفريقيا، الاتحاد الأفريقي.
- استضاف زعماء النضال الفكري والهوياتي من جميع أنحاء العالم، كمالكولم إكس، د. مارتر لوتر كينغ، ياسر عرفات من فلسطين ??، وآخرين.
- على رغم بقائه في السلطة قرابة 27 عاماً، فإنّه سمح بتعددية الأحزاب، ونظّم انتخابات حرة، وخسر فيها، فقبل بالنتائج. ما ترك حبّه لدى شعبه لولعه بسلامة وطنه، غير متشبثاً بالكرسي كغيره.
- عُرف الرئيس ” كينيث كاوندا” بمعارضته الشديدة لرئيسة الوزراء البريطانية “مارغريت تاتشر ” (1979-1990)، وهاجم نفاقها وازدواجية معاييرها تجاه قضايا أفريقيا.
من أقواله الشهيرة ” مادييرا مانديلا، ابنٌ لعالمنا العظيم، أرَانا طريق الكفاح الصحيح. سواء كنت أبيضاً أو أسوداً أو أصفراً أو بُنّياً اللون، فنحن جميعًا مخلوقات الربّ، لنجتمع ونعمل سوياً، وسيوضح لنا الربّ الطريق”
كان واعياً مثقفاً وملحماً، ألّف العديد من الكتب، من بينها : ” زامبيا يجب أنْ تتحرر” وكتاب ” A Humanist in Africa” ( إنساني في أفريقيا) وكتاب “لغز العنف” ومن أهم وأروع كُتبه “رسالة إلى أولادي”، يسرد فيه نضاله ونجاحاته وإخفاقاته لأبنائه، وبرأيي لجميع أبناء القارة.
كانت حياته، وشخصيته، وكفاحاته المتنوعة ملحمة، أدعو كلّ شخصٍ تواق للحرية أنْ يقرأ له، ونواصل معاً نضاله ✊?.
—-
إدريس آيات – قسم العلوم السياسية- جامعة الكويت