لا تظلموا عثمان كان
استمعت إلى التصريحات المنسوبة للسيد عثمان كان والواردة في ندوة عامة يبدو أنها نظمت مارس ٢٠١٩ لنقاش وثيقة مقدمة حينها، وكان فيها إلى جانب البروفسير عبد الودود ولد الشيخ، ويجيب على سؤال للسيد محي الدين سيدي باب، وتابعت بعض التعليقات المبالغة والمتسرعة في إصدار الأحكام، ولم أجد أصحابها قد تحروا أوتثبتوا.
خلاصة ما ذكره السيد عثمان كان – وزير الاقتصاد الحالي – في تلك الندوة هو التأكيد على موضوع التمييز الإيجابي، على يكون ذكيا وحتى مبدعا، واختار مثالين: الجيش الوطني، وقطاع التهذيب، واستعمل عبارة “بيننا من الصعب اعتبار الجيش وطنيا جامعا بمعنى الكلمة” وأوضح أن ذلك يستلزم سياسة تمييز تستحضر عند الاكتتابات ليتاح للجميع الوجود بتوازن ……
أما في قطاع التهذيب فطالب أن تهتم الدولة بكل الشباب الموريتانيين من ذوي القدرات والقابلية ومن كل المكونات، وأن يكون هناك تمييز إيجابي لأولئك الذين لا يملكون الإمكانيات ولا تملكها أسرهم، فالنخبة يلزم أن تكون من الجميع ولا يحتكرها مكون ولا اثنان ….( والظاهر أن المتحدث يستحضر موضوع الحراطين أكثر، ظهر ذلك في مثال نقاط التفتيش على طريق تيكان، وظهر في مثال التهذيب الوطني )
الحقيقة أن الحملة التي دشنها بعضهم لا تجد لها مبررا في كلام الرجل، فأن يكون الجيش قد عرف سياسات تصفية استهدفت بعض المكونات، وإجراءات تصفية في التصعيد لصالح بعض المكونات، مما نتج عنه وضع مختل ينبغي علاجه حتى تكون المؤسسة العسكرية عاكسة للوطن بكل مكوناته، حائزة لثقة كل أبناء وطن أفسدت عليه أخوته وتلاحمه السياسات والتوجهات ذات النفس العنصري، فليس بالمستهجن قوله والتصريح به.
صحيح أن الحذر لازم عند الحديث عن الجيش، والمطالبة فيه أهم من التوسع في التشخيص والتأريخ، ولنحل مشكلة ينبغي تجنب إثارة مشكلة أخرى، ولكن الأمر لا يستدعي هذه المبالغة التي صاحبها شيء غير قليل من عدم الدقة في النقل عن الرجل.