أعلن الشاعر أحمد ولد الوالد ترشحه لرئاسة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وتميز حفل ترشح الشاعر ولد الوالد الذي احتضنه فندق صانست بنواكشوط مساء أمس الخميس بحضور لافت للأدباء والكتاب الموريتانيين وجمهور عريض من متذوقي الأدب والشعر، غصت بهم قاعة الفندق الكبرى المطلة على مسبحه؛ فقد حضر عدد من الرموز الأدبية المؤسسة للاتحاد، كما حضر 47 من أعضاء المكتب التنفيذي الحالي للاتحاد البالغ عددهم 52، والغالبية الساحقة من أعضاء مجلسه الأعلى ومجلسه العلمي، فضلا عن كل أعضاء جمعيته العمومية تقريبا.
وأمام هذا الحضور الأدبي العريض، أعلن ولد الوالد ترشحه، معددا الأسباب التي دعته لذلك، وشاكرا لرئيس الجمهورية عنايته بالأدب والأدباء، ومتحدثا عن قيمة الكلمة وأهميتها، وهذا هو النص الكامل لخطابه:
“بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله و سلم و بارك على النبي العربي الكريم
{إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه انيب}
جمهور الشعر والكتابة والأدب
أساطين الثقافة و سدنة الحرف..
سفراء الكلمة و الابداع..
أيها السادة و السيدات..
إيمانا مني بدور الكلمة في تهذيب النفوس و تعديل السلوك وخلق الوعي القومي بقضايا الامة و الوطن ..
و إبرازا للمكانة الكبرى التي يحتلها الشعر في وجدان الشعب الموريتاني سواء في ذلك الشعر الفصيح و الشعر الشعبي بمختلف لغاتنا الوطنية ،
وحرصا مني على استمرار هيئة اتحاد الادباء والكتاب الموريتانيين في أداء رسالتها النبيلة السامية في تجسيد الوحدة الوطنيية، وفي صهر تنوعنا الثقافي ، و تحصين الشباب الموريتاني ضد الغلو والتطرف ، وفي تمثيل الثقافة الشنقيطية في المحافل الدولية بما يتناسب مع إشعاعها التاريخي الوضاء ، فقد قررت مستعينا بالله، ومعتمدا على إجماعكم في خيار ترونه الأسلم لاتحادكم، أن اترشح لرئاسة اتحاد الادباء والكتاب الموريتانيين بكم ومعكم ولكم..
أيها الإخوة والأخوات:
مما يشجعني على التقدم لخوض هذا الاستحقاق، ما تنعم به بلادنا من انفتاح وشفافية؛ وما لمسناه في اللقاء الذي شرفنا به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني يوم 14 اكتوبر 2019 بالقصر الرئاسي من فهم عميق لرسالة الادب و تقدير كبير لدوره المحوري في خلق الوعي و التنمية المتوازنة و هو ما تجسد في الدعم السخي المقدر ماديا ومعنويا الذي حظي به الاتحاد من فخامة الرئيس ..
أيها السادة والسيدات:
لقد برهنت الدولة الموريتانية في كل مراحلها على نأيهابنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لاتحاد الأدباء ، وتركت لهم حرية اختيار مسارهم، ولن تحيد عن ذلك الالتزام اليوم في ظل نظام يكرس الإنصاف والعدل واحترام حريات التجمع والتشكل والاختيار والانتخاب حيث أن اختيار قيادة الاتحاد وتحديد مساره مسألة جوهرية تتعلق به وتنبع من إرادة أعضائه.
وكما تعلمون فلقد مضى إلى غير رجعة عهد الاختيار بالنيابة عن الآخرين بما يحمله من سمات الأنظمة الشمولية التي أثبتت فشلها في التعامل مع فطرة الحرية التي يولد عليها الإنسان.
الإخوة والأخوات الأعزاء
لقد أسلف هذا النظام أياديَ بيضاء كريمة على الأدب، لم تمنن وإن هي جلت، على الصعيد المادي وعلى الصعيد المعنوي، وفي رعاية رموز الأدب والتكفل بهم، وما زلنا ننتظر في عهده الميمون الكثير والكثير..
سيداتي سادتي الأدباء :
حينما قال امير الشعراء احمد شوقي في قصيدته الشهيرة ((جاذبتني ثوبي العصي و قالت
انتم الناس ايها الشعراء))
فإنه حصر مفهوم" الناس" على "الشعراء " وجعله مقتصرا عليهم ، لأنهم المترجمون عن الانسان الواصفون لأحاسيسه و مشاعره و المرافعون عنه و المدونون لتجاربه و حكمه و المنظرون لأخلاقه ومطامحه...
أيها السادة والسيدات:
إنني أحمل مشروعا متكاملا للنهوض بالأدب الموريتاني بكامل تشكيلاته وجلياته ..
مشروعا جامعا مانعا، يركز على تشجيع الاستثمار الثقافي واستمرار إشعاع السفارة الشنقيطية الثقافية، وتثمين دور الأديب والرفع من شأنه، وستنشر الخطوط العريضة لبرنامجنا في وقت لاحق، بعد نقاش مستفيض بين حَمَلة الهم الأدبي والثقافي.
أيها السادة و السيدات..
أنتم وحدكم من تملكون الكلمة الفصل في هذا الرهان ..لأننا في بلد ديمقراطي يحكمه القانون وإليه يتحاكم .. و نحن على ابواب المؤتمر الذي ستجدد فيه هيئات الاتحاد وفق نظاميه الاساسي و الداخلي المصادق عليهما بالاجماع ..
عاش اتحاد الادباء والكتاب الموريتانيين موحدا متماسكا غنيا بتنوعه و ثرائه …
ولنتذكر هنا بيتي أبي تمام اللذين اختارهما الاتحاد شعارا له:
((إن يفترق ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا أدب أقمناه مقام الوالد))
جمهور الشعر والكتابة والأدب
إن ما عبرتم لي عنه وتعبرون لي عنه دائما من دعم ومؤازرة
كتابيا وشفويا منذ البداية حتى هذه اللحظة فرادى وجماعات
على مستوى كافة فعاليات الاتحاد كتلا أدبية وشخصات مرجعية هو ماجعلني أثق عاليا
في تأهلي لهذا الترشح الذي جاء استجابة لتشجيعكم والتزامكم جميعا بكل عفوية
واقتناع بمقتضيات ترشيحكم لي لقيادة اتحادنا في مأموريته
القادمة راجيا أن أكون فيها عند
حسن ظنكم جميعا في ترقية الاتحاد وتطوير الأدب وصيانة
تراثنا الثقافي المتنوع ..
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته”
هذا ومن المتوقع أن تجرى انتخابات اتحاد الأدباء في شهر يوليو القادم.