بداية أحييكم تحية إكبار وإجلال تستحقونها من كل وطني شريف، بما قدمتم وتقدمون لبلادنا الحبيبة، رغم الظروف الصعبة والدخل المحدود…
تحية لجيل كادح من الأبطال تحدى مغريات الحياة، وتجاهل ضغوطها..
ولم يلق بالا لنظرة الازدراء التي توزع عليه بالمجان، في كل مكان، يوميا؛ في الباص والشارع والسوق وفي المجالس، من مجتمع أضحى، للأسف، يرتب الناس، حسب دخلهم المادي لا غير!
جيل من الشجعان ظل متأبطا سلاحه المعرفي، على قمم الجبال وفي الوهاد وفوق سفوح الهضاب وفي السهول وعلى ضفاف النهر وفي أعماق الصحراء، جنبا إلى جنب مع سكان الأرياف والقرى النائية يشاركهم المسكن والمأكل والمشرب ووسائل النقل، ونمط الاستجمام!
جيل لم تثنه شمس الصحراء الحارقة ولا ليالي ضفاف النهر المعتمة، أن يواصل بث العلم في مختلف ربوع وطننا الغالي..
جيل، رغم كل ما سبق، ظل يرابط على الثغور المعرفية؛ كي يبني الأساس القويم لجميع أطر الجمهورية(من قضاة، عسكريين، مهندسين، أطباء، محامين…)، ولايزال.
زملائي المعلمين،
معكم في أن الحكم على من قاموا بكل التضحيات السابقة، في مثل تلك الظروف، بمثل ذلك الحكم الصادر عن تلك الجهة الأجنبية هو حكم جائر بفعل الواقع والنتائج على الأرض؛ بل أكاد أجزم أن خطأ ما وقع في مرحلة من مراحل الدراسة أدى إلى قراءتها بالمقلوب!
فعلا يمكن أن يكون 4% منكم فقط ينطبق عليهم ذلك(دخلوا على حين غرة)، لكن العكس ليس صحيحا بالمرة، حسب اعتقادي!
مع ذلك، يبقى التكوين المستمر وفق ضوابط محددة تنطلق من معرفة النواقص(مهما كان حجمها أو نوعها)، وتحديد الأولويات، ضروريا وملحا؛ لذلك كان ولايزال مطلبا لكل المدرسين؛ بل ولجميع العمال عبر العالم.
إخوتي الزملاء الأكارم،
لكي لانظلم أحدا علينا أن نعرف أن الدراسة المعنية ليست من إعداد الوزارة حسب المتداول، وفي جميع الحالات؛ فإن معالي وزير التهذيب الحالي وفريقه ليسوا معنيين بها.
ثانيا، وكما أشرت سابقا، التكوين المستمر مطلب للجميع وضرورة ملحة، خاصة مع تطور وسائل المعرفة وتجدد طرق التدريس؛ ولاشك أن التكوين إذا لم يحدد هدفا وينطلق من غايات، يبقى عبثيا، لا يعدو كونه تضييع وقت وتبديد ثروة، ومن هنا تكمن أهمية التقويم الذي تنوي الوزارة إجراءه.
إخوتي الأكارم،
لقد قدمتم ما ذكرت سابقا، رغم أن الكثيرين منكم عملوا عدة سنوات دون أن يزورهم مؤطر؛ بله المشاركة في التكوينات المستمرة المنظمة، فما بالكم لو استفدتم من تكوينات مكثفة؛ كل حسب حاجته ورغبته؟
لذلك وبناء عليه أطلب منكم المشاركة بكثافة في التقويم المزمع القيام به والانخراط بفاعلية في جهود الإصلاح المقام بها حاليا؛ فأنتم أهل لذلك وحجر الزاوية فيه.
وتقبلوا خالص الود ووافر التحية.