قال توم جيفرسون أحد علماء الأوبئة في جامعة اوكسفورد،بأن فيروس كورونا المستجد يمكن ان يكون قد ظهر منذ فترة طويلة في العالم الثالث قبل التفشي في الصين،و أضاف جيفرسون في صحيفة “التلغراف” البريطانية،بأن الكثير من الفيروسات تكون في حالة “سبات” في العالم الثالث قبل أن تظهر بعد توفر الظروف الملائمة ، و اعرب جيفرسون من مركز ( CEBM) الطبي بجامعة اوكسفورد بأن هناك عدة أدلة بأن الفيروس كان موجودا في العالم الثالث قبل ان يظهر في الصين.
و خلال الاسبوع الماضي أعلن علماء الفيروسات في اسبانيا أنهم وجدوا اثارا للمرض في عينات الصرف الصحي التي تم جمعها في مارس 2019
قبل 9 أشهر من ظهور الفيروس التاجي وجد علماء برازيليون اثارا في شهر نوفمبر،ووجده باحثون ايطاليون في منتصف دجمبر في عينات من مياه الصرف الصحي في ميلانو و تورينو.
و يعتقد جيفرسون بأن الطريقة التي ظهرت بها الكثير من الفيروسات التي كانت في حالة “سبات” في دول العالم الثالث و تفشت بعد توفر الظروف المناسبة، يفسر بأنها يمكن ان تختفي بسرعة بالطريقة التي ظهرت بها. ويرى جيفرسون احتمال ان تكون الفيروسات الخامدة قد نشطت بسبب الظروف البيئية.
في بداية شهر ابريل أعلنت جزر المالوين و هي جزر صغيرة في أقصى المحيط الاطلسي الجنوبي عن ظهور أول حالة من فيروس كورونا،يتساءل جيفرسون من اين جاءت العدوى؟! و ظهر الفيروس بسفينة سياحية تربط جيورجيا الجنوبية ببيونس ايرس تم فحص الركاب ،ووجدت حالة إصابة في اليوم الثامن،هل وجد الفيروس في الطعام الذي تم تحضيره، و نشط الفيروس من جديد؟!
و قارن عالم الأوبئة جيفرسون الوضعية بالنسبة للانفولوانزا الإسبانية حوالي 1918 و التي قضى فيها ثلث سكان “ساموا” حتفهم رغم عزلتهم عن الخارج ، قد يكون التفسير بأن هذه الفيروسات تأتي و تذهب من العدم، لكنها لا تزال بيننا، و ان شيئا ما ينشطها،ربما الكثافة السكانية أو الظروف البيئية ، و هذا ما يجب أن ننظر إليه بعين الاعتبار.
و قد يكون من الكثير للاهتمام دراسة سبب وجود الكثير من حالات التفشي في مصانع اللحوم و المواد الغذائية على سبيل المثال.
و قال توم جيفرسون ان الفيروس التاجي المستجد يمكن ان ينتشر عبر المراحيض العامة،و مجاري مياه الصرف الصحي،و هناك الكثير من الادلة من وجود كميات هائلة من الفيروس في مجاري الصرف الصحي،في جميع انحاء العالم.
و هناك أدلة متزايدة على انتقال الفيروس عن طريق البراز ،و يوجد تركيز عالي للفيروس في مياه الصرف الصحي حيث تكون درجة الحرارة 4 درجات و هي درجة الحرارة المثالية لاستقرار و تنشيط الفيروس، و درجة الحرارة في مصانع تجهيز اللحوم غالبا ما تكون في مستوى 4 درجات.
الخبر السار هو أنه وفقا لنظرية جيفرسون يمكن للفيروس أن يختفي فجاة،كما ظهر،مثل فيروس السارس، أين اختفى “السارس1”
موقع دقة الاخبار