لقد كنا نأمل أن يتم فتح الطرق بين الولايات والمدن بالتدرج، أي أن تفتح الطرق في اتجاه واحد، من الولايات الداخلية إلى العاصمة نواكشوط لمدة أيام، ثم تفتح من بعد ذلك من العاصمة نواكشوط إلى الولايات الداخلية، فمثل هذا التدرج كان سيخفف قليلا من تدفق حركة السير على الطرق بين الولايات، والتي يتوقع لها أن تكون غير مسبوقة بعد أن تقرر فتح الطرق بشكل متزامن وفي كل الاتجاهات، ابتداءً من يوم الجمعة 10 يوليو 2020 عند الساعة السادسة صباحا.
إن هذا التدفق المنتظر لحركة السير يستوجب من السلطات والناقلين والركاب اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية الضرورية، وذلك حتى لا تجعل حوادث السير أو تفشي فيروس كورونا من الفرحة بفتح الطرق بعد طول انتظار، مناسبة للأحزان لا قدر الله.
إن هناك حزمة من الإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها من طرف السلطات والناقلين والمسافرين، خاصة في الأيام الأولى من فتح الطرق، ومن هذه الإجراءات الاحترازية:
1 ـ الصرامة في فرض إجراءات السلامة المرورية من طرف كل نقاط التفتيش على كافة طرقنا الحيوية.
2 ـ نشر سيارات الإسعاف على المناطق الأكثر خطورة من شبكة طرقنا الحيوية، ويتأكد الأمر بالنسبة لطريق الأمل الذي يعد الطريق الأكثر حيوية في البلاد.
3 ـ التخفيف من السرعة وإتباع كل إجراءات السلامة المرورية، وعلى السائقين ـ وخاصة من يمارس النقل منهم ـ أن يتذكروا دائما بأن الطرق كانت مغلقة منذ أشهر، وأن بعض مناطق البلاد قد شهدت في الفترة الماضية موجة من العواصف الرملية التي من المؤكد بأنها قد تركت آثارا على الطرق..لذا فوضعية الطرق قد تغيرت، وعلى الناقلين أن يتذكروا ذلك دائما، وأن يحذروا من مفاجآت الطريق.
4 ـ على الركاب أن لا يقبلوا بأن يخاطر السائقون بحياتهم، وعليهم أن يمنعوهم من زيادة السرعة أو زيادة عدد الركاب أو زيادة الحمولة.
5 ـ على كل الذين ليست لديهم مهام في غاية الاستعجال أن يؤجلوا سفرهم ليومين أو ثلاثة، وهم بذلك قد يجنبوا أنفسهم المخاطر التي قد تنتج عن التدفق الكبير في حركة السير في الأيام الأولى، كما أن ذلك قد ينجيهم من المضاربات في أسعار النقل، والتي قد تحدث عند الساعات الأولى من فتح الطريق.
6 ـ إتباع كل وسائل الوقاية من فيروس كورونا، ففتح الطرق وإلغاء حظر التجوال قد يجعل الكثير من المواطنين يعتقد خاطئا بأن وباء كورونا لم يعد يشكل خطرا، والحقيقة أن تفشيه قد يزداد مع فتح الطرق إذا لم يتخذ الناقلون والمسافرون إجراءات الوقاية، وخاصة ما يتعلق منها بالحد من الركاب والحد من الاختلاط عند محطات النقل ونقاط الاستراحة.
خلاصة القول هي أن السفر الآمن يتطلب في مثل هذا الوقت الحرج من كل مسافر أن يتخذ جملة من التدابير والاحتياطات الضرورية، بعضها يتعلق بالسلامة الطرقية، وبعضها الآخر يتعلق بالوقاية من فيروس كورونا، وأن التفريط في أي من تلك الإجراءات قد يأتي بمخاطر جمة.
حفظ الله موريتانيا…