لا يخطئ الناظر في الشأن العام الوطني أن الرئيس محمد الشيخ الغزواني لا يفتقر إلى إرادة الاصلاح والتغيير وهذا ما يظهر في كل خرجاته الاعلامية رغم عاملين أساسيين ما فتئا يرخيان ظلالهما على ذلك ألا وهما قصر الفترة المنقضية من مأموريته وظاهرة جائحة فيروس كوفيد 19 (كورونا) وهما عاملان كثيرا ما يسقطهما خصوم الرجل والطامحون للتغيير ممن دعموا الرئيس في الاستحقاقات الأخيرة
يمضي الرئيس غزواني بخطى حثيثة وبتؤدة نحو تنفيذ برنامجه الذي سماه ب “تعهداتي” وبقراءة لما بين السطور لهكذا شعار نجد انه يعد أسلوبا جديدا لمفهوم الممارسة السياسية بل وتهذيب لها ربما حيث ظلت السياسة والساسة عنوانا للتهرب من العهد والعهود فكان الرجل بحق مجددا هذا إن لم يره عتاة سياسيينا (التقليديون) مغامرا مجازفا.
ومهما يكن فقد مضى الرئيس حتى الآن بخطوات ثابتة في سبيل تأكيده على أن “للعهد معنى” العبارة التي كانت متكأ وفلسفة لداعميه في الرئاسيات الماضية وبدا ذلك جليا في خطاب التنصيب وتوالى في جميع خرجاته تقريبا
لا شك أن أرادة الاصلاح لدى الرئيس محمد الغزواني تواجه عواقب كأداء وعميقة ليس أولها تركة خلفه وليس آخرها التطورات الأخيرة التي فرضتها جائحة كورونا على الوطن ورغم المفاجأة إلا أن اختياره لحكومة نالت استحسان المتابعين وقتها نجح وزراءها المعنيين بالجائحة في تسيرها رغم المشوشات والعوائق الموضوعية ( وزيري الصحة والتجارة يصلحان كنماذج على ذلك النجاح)
لتأتي التغييرات التي طالت مؤخرا المؤسسة العسكرية لتبرق برسالة مفادها أن مسار الاصلاح لن يعيقه عائق كما أكدت مدى تحكم الرئيس غزواني في المشهد وهي رسالة بالغة وواصلة لخصومه من انصار خلفه أو ممن تبقى من المعارضة كأحزاب ومؤسسة .
هذه المحطات تؤكد بشكل صريح على إرادة الاصلاح وقابليته لرأس السلطة بموريتانيا وهو ما يستلزم على الجميع ومن منطلق حفظ السكينة السياسية ان يدعم تلك الإرادة حتى تستوي على ساقها ويتفرع ظلها لنتفيأ جميعا ظلال الاصلاح والتغيير .