ماذا نكتب بعد أن صار الموت خبزًا يوميًّا لأهلها وبعد أن صار خرق الاتفاق مجرد خبر عابر وبعد أن تحوّلت الجثث إلى عناوين باردة تمرّ على الشاشات دون أن تهتزّ لها ضمائر العالم؟
غزّة اليوم تُقتل بالجملة… تُقتل علنًا… وتُقتل ببطء وبسرعة في وقت واحد بينما العالم يقف متفرّجًا يحصي عدد الشهداء وكأنه يراجع إحصائية اقتصادية لا أرواح بشرية.
والموجع أكثر… أن العرب الذين كان يُفترض أن يكونوا سندًا صاروا يتفقون مع إسرائيل في السرّ يفاوضون يساومون يهادنون ويقدّمون بيانات ناعمة لا تُسمن طفلًا يصرخ من تحت الأنقاض ولا تُعيد أمًّا حاضنة ولا بيتًا مدمّرًا.
غزّة تُسحق…
والعالم يتفرّج…
والعرب يصمتون…
ولا يبقى لأهلها إلا الله وإلا كلماتنا التي نحاول بها أن نصرخ ولو في الفراغ.
حسبنا الله…
حسبنا الله على عالمٍ فقد العدالة وعرَبٍ فقدوا الشجاعة وسياسةٍ فقدت إنسانيتها.
وحسبنا الله على هذا الصمت الذي يقتل أكثر من القنابل.
كتبه: سيدي عالي

