دقة الأخبار…. تعيش منطقة الشرق الأوسط منذ عقود في حالة توتر دائم، لكن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدًا لافتًا في وتيرة التدخلات العسكرية والاستراتيجية من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة ، ما دفع العديد من المراقبين والسياسيين إلى التحذير من أن تل أبيب لا تكتفي بالدفاع عن أمنها القومي كما تزعم، بل تسعى لفرض معادلة إقليمية جديدة تضمن لها التفوق المطلق، ولو على حساب استقرار المنطقة بأسرها.
- ما وراء ضرب إيران: صراع أكبر من النووي
التهديدات المتكررة بضرب المنشآت النووية الإيرانية، والهجمات السيبرانية المتزايدة، والاغتيالات التي طالت علماء نوويين، ليست سوى مؤشرات على نوايا إسرائيل الحقيقية، منع أي قوة إقليمية من موازنة تفوقها العسكري.
ورغم الخطاب الرسمي الذي يروّج للخطر النووي الإيراني، يرى محللون أن الهدف أعمق من ذلك، وهو ضرب عمق النفوذ الإيراني، وتفكيك محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت.
- الغطاء الأمريكي: دعم مطلق أم تحالف مصالح؟
الولايات المتحدة تُعدّ الداعم الأول لإسرائيل في جميع تحركاتها العسكرية، سواء في فلسطين، أو ضد إيران، أو في سوريا.
هذا الغطاء يمنح إسرائيل حرية التحرك، ويجعل أي ردّ عليها محفوفًا بالمخاطر،ومع ذلك، هناك مؤشرات على أن هذا الدعم ليس مجرد انحياز أيديولوجي، بل هو جزء من تحالف مصالح يشمل بيع الأسلحة، ضمان أمن الطاقة، وضبط الإيقاع في الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الغربية.
- التطبيع العربي: اختراق سياسي أم فخ استراتيجي؟
نجحت إسرائيل في اختراق الجبهة العربية من خلال اتفاقيات التطبيع، مما ساعدها في كسر عزلتها، وتوسيع نفوذها الاقتصادي والعسكري. لكن هذه الاختراقات أثارت مخاوف في الشارع العربي من أن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية، وإضعاف التضامن الإقليمي، وتحويل العدو التاريخي إلى “شريك استراتيجي” دون ضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
- استهداف المقاومة وتفكيك المحور
حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن تُعدّ أهدافًا دائمة للضربات الإسرائيلية، والهدف هنا ليس القضاء على التهديدات الآنية فحسب، بل تفكيك منظومة الردع التي تمنع إسرائيل من التوسع الميداني الكامل، ولهذا تعتمد تل أبيب على إستراتيجية الضربات الاستباقية، والاغتيالات، والحصار الاقتصادي، بالتوازي مع حملات إعلامية لتشويه المقاومة وربطها بالإرهاب.
- الخطر على الأمن الإقليمي
ما تقوم به إسرائيل لا يهدد إيران فقط، بل يُنذر بتفجير المنطقة بأكملها، خاصة إذا خرج الصراع عن السيطرة، فالهجمات المتكررة على أهداف في سوريا، وتوترات البحر الأحمر، والمناوشات على الحدود اللبنانية، كلها قد تكون الشرارة الأولى لحرب إقليمية كبرى، كما أن دول الخليج ليست بمنأى عن هذا التهديد، سواء عبر الهجمات غير المباشرة، أو من خلال انخراطها في تحالفات مع أطراف النزاع.
- ماذا على الدول العربية فعله؟
بات من الواضح أن الصمت أو الحياد لم يعد خيارًا واقعيًا. فالتصعيد الإسرائيلي قد يجر الجميع إلى دائرة الفوضى وعليه، فإن الدول العربية مطالبة اليوم بموقف موحد تجاه التهديدات، والعمل على بناء منظومة دفاع مشترك، ودعم جهود التهدئة السياسية، دون الانجرار خلف مشاريع الهيمنة أو التحريض الطائفي.
إسرائيل لا تتصرف فقط كدولة تدافع عن نفسها، بل كقوة إقليمية تسعى للسيطرة وإعادة تشكيل المنطقة وفق مقاسها وإن لم يتحرك العرب والمسلمون جماعيًا لوقف هذا المسار، فقد يدفعون ثمنًا باهظًا، ليس فقط في فلسطين، بل في أوطانهم أيضًا.
وعلى المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لإنهاء الحرب العدوانية وضمان إلزامها على وقف إطلاق النار ومواجهة هذه التصرفات غير الإنسانية وغير القانونية من قواتها الفاشية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة .
سيدي عالي —- لموقع دقة الأخبار