في زمن تتقلّب فيه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تحتاج الدول إلى رجال دولة يتمتعون بالكفاءة، والهدوء، والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب. ولعلّ الوزير الأول المختار ولد اجاي يُجسّد هذا النموذج، فهو ليس مجرد مسؤول تقني أو إداري، بل قائد إداري بخبرة سياسية، أثبت حضوره على أكثر من واجهة.
رجل الإدارة المالية.. والإصلاح الاقتصادي
تسلّم المختار ولد اجاي عدة مناصب مفصلية، أهمها وزارة الاقتصاد والمالية، حيث قاد جهودًا صعبة لإصلاح النظام المالي للدولة، وتحقيق التوازنات الكبرى، مع المحافظة على استقرار العملة ومناخ الاستثمار.
لم تكن تلك المرحلة سهلة، فقد رافقتها ضغوط داخلية ودولية، لكنه استطاع بحكمة وواقعية تجاوزها، مسلحًا بلغة الأرقام، وبخطاب يتسم بالوضوح والمسؤولية.
الوزير الأول… بثقة فخامة الرئيس
تعيين المختار ولد اجاي وزيرًا أول في هذه المرحلة الدقيقة، لم يكن اعتباطًا. إنه اختيار له دلالته من طرف فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يراهن على الكفاءة والهدوء بدل الصخب السياسي.
فهو رجل توافقي، يدير الملفات باحتراف، ويستمع أكثر مما يتحدث، وهذه صفات قلّما تجتمع في مسؤول تنفيذي من الصف الأول.
قريب من المواطن.. وبعيد عن الأضواء
ما يُميز المختار ولد اجاي أيضًا، هو بعده عن الظهور الإعلامي الزائد، وتركيزه على النتائج بدل الشعارات. تجده في الميدان، متفقدًا المشاريع، مستمعًا للمواطنين، متفاعلًا مع همومهم دون استعراض.
وقد حافظ على صورة المسؤول المتزن، الذي يُفضّل العمل في صمت، مما أكسبه احترام النخب، وثقة الشارع.
تحديات المرحلة المقبلة
لا شك أن أمام الحكومة التي يرأسها تحديات جسام: من تعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، وتكريس العدالة الاجتماعية.
لكن وجود شخصية مثل المختار ولد اجاي على رأس الجهاز التنفيذي، يمنح الكثير من الأمل في قدرة الدولة على المضي قدمًا في تنفيذ برنامج “تعهداتي”، وتحقيق طموحات الموريتانيين.
المختار ولد اجاي ليس مجرد اسم في لائحة الحكومات، بل هو رجل المرحلة، ومهندس التوازن بين السياسة والاقتصاد. والأيام القادمة ستكون اختبارًا جديدًا له… لكنه أثبت مرارًا أن الرهان عليه ليس خاسرًا.
/ احبيب اعل المخطار