لقد بلغت الأمور في غزة وفلسطين ، درجة من السوء تعذر وصفها بالدقة المطلوبة لانها فاقت كل الاشكال والاوصاف ،وجسدت قمة الوحشية والسادية والبربرية التى حدثت عبر التاريخ وفي احلك مراحله، فما يتم اليوم من حرق وقتل وتعذيب وتجويع وتنكيل بما كان يسكن غزة من بشر وحيوان وشجر وحجر، لم يعرف له التاريخ مثالا .،
الجميع يعرف أن من يقوم بهذ العمل هو حلف إسرائيل وإمريكا وما يقومان به كامل الوضوح بكل تفاصيله وامام عيوننا جميعا ملوكا ورؤساء وحكومات ومواطنين فجميع حكوماتنا واحزابنا وحركاتنا وهيآتنا وجمعياتنا ،يجرى امامها. كلما يجرى من فظاعات أغضبت كل شعوب العالم وجعلت جنوب افريقيا وفنزويلا وكولومبيا والبرازيل واورغواي واتشيلى ،يتصدون ويدينون ويجرمون ويشكون للمحاكم الدولية ..وفي نفس الوقت لم تغير حكوماتنا وشعوبنا من برامجهم كأن ما يجرى لايعنيهم، إنهم في كل أقطارهم لم يتأثروا بما يجرى ماعدى اولئك الذين تعتبرونهم أعداء وتحاربونهم وتنبذونهم كما تفعل معهم إمريكا وإسرائيل هؤلاء في لبنان وشمال اليمن وفي العراق هم وحدهم الذين تأثروا بما جرى للإخوة في غزة،وغيرهم يمارسون نشاطاتهم العادية تسير حياتهم بشكلها الاعتيادي ، في بلدنا موريتانيا يترشح للرئاسة رئيسنا و يقوم بتهيئة برامج حملته ويدعمه جمهوره الذي لا يراه قصر في شيء يؤمن ويرحب السفيرة إلإمريكية التى تمارس دولتها الجريمة في غزة وترفرف رايتها ، في العاصمة وكأننا حلفاؤها و نؤيد عملها و صرنا كلنا كأننا صهاينة ندعم فعل إمريكا وربيبتها ،وهناك دول أخرى أقرب إلى غزة يرون اشلاء اطفالها تمزق وتختلط بحجارة المساكن الذين كانو يعتمدون عليها للوقاية من القر والحر فأصبحت أكفانا وقبورا يرون اولئك الاخوة ما يجرى لهم من شر لايتوقف ،وسفارة إسرائيل ترفرف نجمة داود فوقها ، وكأن مايجرى ألعابا نارية ونشاطات احتفالية !!!
إن مواقف بلداننا جميعها حكومات وشعوبا حركات وأحزاب جعلتنا شركاء في الجريمة شئنا ام أبينا فلا نحن دعمنا إخوتنا ولانحن تبرأنا من الذين يقومون بالجريمة بل إن موقفنا أعطى الدعم باستمرار قبولنا للمجرمين وسكوتنا على أفعالهم وخذلاننا لضحايا المجازر ،
إننا نبدوا غير موجودين اوغير مطلعين بحيث تكون لنا ردود فعل بشكل او آخر ، او أننا متمالئين ومتعاونين مع المجرمين الذين نتابع علاقاتنا معهم في الوقت الذي صار مواطنيهم يرفضون مجاراتهم ومتابعتهم في مواقفهم الآجرامية.. إن سلبية مواقفنا يورطنا في وضع لامخرج منه، وليس هناك من يستطيع منا تبرئة نفسه من العار والخزي الذي هو مصير ونصيب من يعمل عملنا ويجد نفسه في الحال الذي يشابه حالنا !!!
إذا كنا رغم ما تعرض له إخوتنا في غزة وفي القدس وفلسطين لم نتصرف بما تشعر معه إمريكا بغضبنا ورفضنا وشجبنا لجميع ما تعرض له الإخوة على يد إمريكا التي كان دورها في الجرائم واضحا قادت كل شيء وخططت ووفرت المراقبة والاسلحة والغطاء السياسي ، إذالم يكن لنا موقف من إمريكا فإننا جزء من مرتكبي الجرائم ،ولن نستطيع ببعض الادعية التى نظهر بها نفاقا ومراءاة تعاطفنا مع ضحايا يسلمون أرواحهم للبارىء ونحن نقدم الدعم لحكام يتبعون إمريكا ،ونعادى كل من انخرط في الصراع ضد العدو ،ولا نحرك ساكنا العدو ومصالحه ونفوذه و ننتظر تطور المجازر والمذابح والفظائع ونواصل الولاء والدعم للحكام الذين يحكمون بامريكا التي تذبح إلإخوة وكما ندعوا لغزة أحيانا ندعوا للحكام دائما ندعوا لهم بالتوفيق والأستقرار ،وندعي بعد ذلك اننا برآؤ من دماء الغزاوانيين ، ونساؤهم واطفالهم فنحن وإمريكا وإسرائيل بمواقفنا هذه في خط بسبب تبعية حكامنا و دعمنا لهم ،فصرنا والاعداء في فسطاط ،وفي الفسطاط الآخر المقاومين ومن يدعمهم من اعداء إمريكا وأعدائكم ايها المنافقون من حكامنا وشعوبنا المضللة !!!
التراد بن سيدى