الاستاذ اسغير ولد امبارك نموذجا
شيء ما يدفعني إلى الكتابة عن الاستاذ الوجيه معالى الوزير الأول السابق اسغير ولد امبارك و الأكيد أنني لا أكتب عنه لمصلحة شخصية في الماضي و لا أريد منه جزاءا و لا شكورا في الحاضر أو في المستقبل و إنما اكتب رغبة في الكتابة عن ما خطر ببالي على ذكر تسميته كرئيس مجلس إدارة لشركة معادن مورتانيا..
و الخواطر وحدها هي التي تدفعني عادة إلى الكتابة ..ثم أنني كالعادة اكتب شهادة لوجه الله وللتاريخ عن ما عرفته عن بعض رجال الدولة( و نساءها ) الذين جمعتني بهم خدمتها عسى ان تكون في ذلك عبرة أو إفادة للأجيال الحالية أو القادمة…
و حين تتعلق الكتابة بالاشخاص لا بالاشكاليات او بنقاش الأفكار الذي يحتل الصدارة بمركز اهتمامتي ‘
احاول ان أركز على ما شاهدت في الأشخاص المعنيين من صفات حميدة تاركا لغيري الخوض في عيوبهم و ذلك لعدة أسباب منها
أولا أنني أعرف في شخصي من العيوب ما من شأنه أن يشغلني عن عيوب الناس و ثانيا انه من الصعب ان يكون الكاتب موضوعيا في مجتمع العصبيات الأهلية حيث انه لا يمكنه ان يقحم شخصا بعينه من فئة أو من جهة في سجال عمومي الا و تسببب ذلك في سيل من التجريح لاشخاص من فئته أو من جهته او حتى من محيطه المقرب فيجد نفسه مقاتلا في حرب أهلية لا ناقة له فيها و لا جمل…
.. ثم إنني من باب السلوك الشخصي على مذهب مدرسة أهل هدار الأصيلة ربما اكتفي بالتعبير عن مأخذي على شخص معين بتجاهله في كتابتي..
و من هذا المنظور أعتقد ان معالي الوزير الأول الأستاذ اسغير ولد امبارك يستحق علي كتابة أسطر تتعلق أساسا بمواقف عرفته فيها .. بغض النظر عن أمور سمعتها عنه حسب روايات مختلفة لم اقف على أدلتها و لم أتمكن من معرفة تفاصيلها …
. ما اعرف عن الاستاذ هو أنه لفت انتباهي ايام إنشاء جامعة نواكشوط ضمن مجموعة من الموظفين تكبرنا سنا اقبلت على الاكتتاب فى التعليم العالي و كنت معجبا باندفاع امثاله من الكبار في تكملة دراستهم و كان الأستاذ حينها في الدفعة الثانية من كلية الحقوق.. التى كنت ضمن دفعتها الأولى..
بعد ذلك بسنين لفت انتباهي و جوده ضمن رابطة حقوق الانسان ابان احدي جلسات المحكمة الخاصة في اجريدة … قبل أن يصعد في سماء السياسة الوطنية كنجم من تيار حركة الحر المحسوب على البعثيبن …
ثم دارت الايام و شاءت الأقدار أن يستدعيني كنائب وزير خارجية في اول حكومة مورتانية يتزعمها وزير أول قادم من اعماق الشعب و بالتحديد من شريحة الحراطين التي لم يكن لها دورا قياديا في المجتمع الأهلي حيث ان سوادها كان و لا زال يمثل ما يشبه إلى حد ما طبقة البروليتاريا.
لذلك كان تعيينه كوزير أول بمثابة ثورة صامتة قام بها الرئيس السابق معاوية ولد الطائع ضد نفوذ الخيام لكبرات في أعقاب المحاولة الانقلابية التي اتت من أوساط اجتماعية كان نظامه يعول كثير على دعم وجهائها ..
.و اذكر ان الحدث أدى الي بكاء مؤثر لرفيق الأستاذ اسغير و خله معالي الوزير محمد ولد حيمر رحمه الله تعالي أثناء أعمال المجلس الوطني للحزب الجمهوري .. و كنت جالسا بالقرب من هذا الأخير كما كنت شاهدا حين اتت اليه عضو المجلس الوطني المناضلة ام العيد فال بعد نهاية الاجتماع لتقول له : أنت عايد انك فيك بكيه هامك تعود كيفت مسعود .. ( و تجدر الإشارة هنا إلى أن الزعيم و الإداري مسعود ولد بولخير هو. أول محسوب على فئة الحراطين من يتولى منصب وزير في تاريخ الجمهورية ) .
و في اليوم الموالي حاولت في اللقاء الذي خصني به السيد الرئيس ضمن استقباله للوزراء الجدد ان استدرجه إلى حادثة البكاء التي وقعت في المجلس الوطني في سياق الحديث عن تعيين وزير اول من فئة الحراطين و عن تداعياته على مستوى الرأي العام فاكتفي السيد الرئيس بتعليق مفاده ان أهل مورتان يالتهم يعرفو ان الدولة ما هي للخيام الكبرات…. فصدقته بديهية قائلا : حك بعد السيد الرئيس الدولة للجميع …
( يتبع باذن آلله )
عبد القادر ولد محمد