لم تعد التطورات التي تجري إثر الفعلة العنصرية البغيضة بقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد أمرا خاصا بالولايات المتحدة الأمريكية، لا موضوعا ولا تداعيات وآثارا وليس ذلك بسبب مكانة هذه البلاد ومركزيتها في العالم فحسب بل لأن الجريمة من نوع يحرك هموم العالمين، فمرض العنصرية وممارسات العنصرية وخطر العنصرية بلوى يعاني منها بنو الإنسان على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم ومواقعهم
جورج فلويد لقد كنت ضحية لجريمة الركبة القاتلة كما سماها وزير الخارجية السنغالي الأسبق شيخ تيجان كاديو، وكانوا يظنون أن الأمر سيمر كما مرت جرائمهم العنصرية الكثيرة التي وجدت في سياسات وخطابات اترامب غطاء وحماية عزت في تاريخ القادة الأمريكيين، ولكن الأمور سارت على نحو لم يقدره جلادوك بل لعلك أنت لم تتوقعه، ثارت أمريكا وتحرك الخائفون من غول العنصرية البغيض وحضر الموضوع في دوائر الاعلام والسياسة والقرار ويتوقع أن يكون له حضور واسع في الفن والسينما ….
جورج فلويد أنا لا أعرف ديانتك ولا علم لي بأصلك ولكني أعرف أن كثيرين يموتون في هذا العالم من جراء الأوبئة والأمراض والحوادث والجوائح وحملات الظالمين ويسجل بعضهم في سجلات الوفيات وبعضهم قد لا يتوفر له حق التسجيل ولا حتى حق الدفن، أما أنت فموتك كان مختلفا، لقد أحيا في العالمين روح الرفض والتحدي وألهمهم أن لا صبر على العنصرية بعد اليوم ولم يعد يكفي أن يعاقب الشرطي المجرم والثلاثة المتواطئون بل لابد من معاقبة السيستيم الذي يجعل من مثل هؤلاء شرطة مسؤولين عن أمن الناس وفي كل بقاع الدنيا وأمم الأرض.
جورج فلويد
العنصرية والإنسانية لا يجتمعان، ومحاسبة الإنسان بسبب لونه أو عرقه أو منشئه كبيرة في فقه الإنسانية، وترتيب الناس انطلاقا مما لادخل لهم فيه ولا اختيار منهم له سوء أدب مع خالقهم.
العنصرية خلل في الاعتقاد وسوءة في السلوك ومخالفة لا يقرها دين توحيدي أيا كان ولا تقبلها الفطرة الإنسانية السليمة.
الحمد لله أننا أمة يأمرها الإسلام أن العرب والفرس والزنج والترك والبوشناق والتتر والروم وكل شعوب الدنيا، أن الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والبني ومفتوح اللون وغامقه، كل أولئك في ميزان الحق سواء وأن الأكرم والأفضل هو الأتقى والأنقى وأن التقوى توفيق وكسب أما التوفيق فمن الله وأما الكسب فمن الإنسان وأن التعارف والتعاون والأخوة مقاصد خلق الشعوب والقبائل وأن الأكرم الأتقى.
الحمد لله الذي أذهب عنا عبية الجاهلية وتفاخرها بالأنساب، وإن بقي منا وفينا عباد الألوان والأحساب والتفتيش عن محل الميلاد.
إن في حادثة جورج فلويد وحوادث مثلها كثيرة لعبرة ….. دعوها فإنها منتنة وخطيرة ومدمرة، العنصرية والجاهلية أعني.