أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في نواكشوط الدكتور عبد السلام غي، أمس الجمعة أن موريتانيا تتوفر على كل ما يلزم من تجهيزات طبية ومختبرية متطورة لفحوص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا وعلى طواقم فنية متخصصة ذات كفاءة عالية وتكوين متميز في المجال.
وأضاف في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أن فنيو المنظمة أشادوا بقدرات الطواقم الطبية الموريتانية والكفاءة التي يتمتعون بها خلال زيارتهم مؤخرا لموريتانيا.
وأشار الدكتور عبد السلام في هذا الصدد إلى محدودية وسائل الكشف عن الفيروس وما يتميز به الوباء الجديد من سرعة التطور مما خلق تعقيدا كبيرا وقلقا في جميع البلدان.
وذكر في هذا المجال بأهمية المختبرات لدورها الفاعل في تأكيد الحالات المرضية، مبينا أن التشخيصات المقبولة حتى الآن بخصوص فيروس “كوفيد 19” هي تلك التي أكدها التشخيص المخبري.
وفي معرض حديثه عن نتائج هذا المرض بالنسبة للدول الإفريقية، جدد ممثل الصحة العالمية التأكيد على أن العالم اليوم يواجه وباء خطيرا تتساوى في مخاطره البلدان المتقدمة والنامية.
وقال ” إنه وباء خطير يخلق مشاكل كبيرة لكل هيئات الدولة وليس فقط بالنسبة للقطاع الصحي فتأثيره يشمل الاقتصاد والتماسك الاجتماعي من خلال الحد من التفاعلات الاجتماعية.
وعليه فإفريقيا لابد أن تستعد وتهيئ نفسها لتعزيز التنسيق والتخطيط والمتابعة وتعبئة التمويلات الضرورية.”
وعلى مستوى الإعلام أوضح ممثل الصحة العالمية أن على إفريقيا أن تزيد من استعدادها لمحاربة الوباء بالاعتماد على إعلام أكثر قوة وفاعلية يضمن تعبئة المجموعات ووضع نظام للرقابة والاكتشاف السريع للمرض وأن لا تقتصر على تسيير الحالات المكتشفة فقط وتجنب دخول المرض من الجوار.
وأكد الدكتور عبد السلام غي على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة في المرافق الصحية لتجنب الإصابة بالوباء.
فالعاملون الصحيون ، يقول الدكتور غي، يمكن أن يصابوا في حال مثل هذا الوباء وهم يقدمون الخدمات العلاجية للمرضى فهؤلاء الجنود تجب المحافظة عليهم من الإصابة.
وبخصوص الوقاية من المرض أشار ممثل الصحة العالمية أنها يجب أن تتم على كافة المستويات للحد من حالات الإصابة وأن هذا لابد له من عمليات لوجستية تتطلب معدات لابد من شرائها وفرق متنقلة.
وفيما يتعلق بالتعقيدات الناتجة عن الإجراءات المتخذة لاحتواء الداء والعزل مثل عدم التفاعل والتلاقي التي تعتبر مهمة للإنسان، فهذا التفاعل الاجتماعي مع أهميته يصبح ضررا في حال الأوبئة لأنه في مثل هذه الوضعيات يصبح المبدأ هو” حفظ الموجود أولى من طلب المفقود” فصحة المواطنين تعتبر أولوية.
وفي هذا الإطار يشدد المسؤول الأممي أن محاربة الوباء لا يمكن أن تقوم بها حكومة واحدة ومركز صحي واحد فعلى المواطنين كافة المشاركة في هذه المعركة لضمان نجاحها.
وشبه الدكتور عبد السلام غي هذا الكفاح ضد الوباء ببناء دار يشكل المواطنون أساسها وقواعدها،مقترحا تطوير الرقابة من خلال تعبئة السكان واختيار أشخاص مؤثرين على مستوى كل دائرة ليشكلوا حلقة تواصل مع القائمين على العملية لتسريع محاربة الوباء.
وفيما يتعلق بخصوصيات الفيروس أوضح أن له أوجه شبه مع أمراض أخرى إلا أنه يتميز بسرعة الانتشار بالعدوى من خلال السعال، فهو وباء لم تعرف البشرية مثله من قبل إنه قاتل مع تفاوت خطورته حسب عمر الشخص مما يعني أن الأطفال يعتبرون الأقل عرضة لمخاطره فالمعرضون أكثر هم الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 وتكون أشد عند الأشخاص في عمر الثمانين حيث يشكلون 15% من الحالات.